هاني الغفيلي🇸🇦 #نعود_بحذر
خلال عمري الوظيفي الذي يقارب من الـ 20 سنة، بدءًا من كوني طالبًا في صفوف الجامعة..
عملت في أكثر من 10 جهات حكومية وخاصة، ومررت بالكثير من المواقف، وتعلمت عددًا من التجارب..
لذا أود أن أذكرها في التغريدات التالية من أجل المشاركة بالخبرة والمعرفة ونقل التجربة.. سأركز على المواقف التي استفدت منها، والجوانب الوظيفية الهامة التي تعلمتها، علما أني مازلت حتى الآن استفيد واتعلم..
وسأقسّم ما سأتحدث عنه في هذا #الثريد على خمس نقاط أساسية وهي كالتالي:
في البداية، يجب أن تضع في مخيلتك بالتأكيد أن "مديرك لم تختاره"، ولم يتم أخذ رأيك فيه لتعيينه مسؤولًا عليك، ولم تختر زملاءك أيضًا.. ولكن يجب عليك - وهي أول وأهم نقطة - أن تتعلم كيف تكسبه وتكسبهم، وتنسجم معه ومعهم. فمع "مديرك" قد يطلب منك بعض الأمور التي تراها خطأ -من وجهة نظرك - ولكن في هذه الحالة تعلم كيف تناقشه لا أن تجادله، وكيف تتحاور معه بلطف - كمحبه له - وليس انتصارًا للذات، وكيف تكون ذكيًا بحديثك..
وتعلم مهارات الإنضباط بالتعامل مهما كانت المواقف، وأن تجعل من نفسك المنقذ والملهم له. أما زملاءك الذي يقضون معك 8 ساعات يومية.. وربما أكثر! فهم الوقود الذي يكسبونك الطاقة، كيف تكون عونا لهم؟ وكيف تكسب ثقتهم؟ وكيف تخلق الودّ معهم؟ وهذا لا يتم إلا بالمبادرة في تقديم المساعدة.. والمشاركة معهم.. حتى تكون الشخص الذي "يصنع الأثر في بيئة العمل".
قبل أن انتقل للنقطة الأخرى، تأكد أنّ المحبة من الله، فلا تستطيع إطلاقا أن توجد الانسجام مع الكل..
وحتى لو كانت هناك مواقف شخصية غير جيدة ولا تستطيع تجاوزها، -ففي هذه الحالة-حاول قدر الإمكان ان تبعدها عن جوانب العمل، وأن تُبقي الحد الأدنى من الزمالة.
أما النقطة الثانية..
فلا تقتل نفسك في مجال واحد ولا تضع لنفسك "إطارٌ تصنعه بالوهم".. بمعنى لا يتسلل الشعور إلى نفسك بأنك لا تستطيع النجاح إذا تركت هذه الوظيفة.. ولا يمكنك تقديم نفسك في مكان ومجال آخر!..
فالتغيير هو إعادة اكتشاف الذات من جديد، ويخلق التحدي، وهو "مسلك الناجحين"👌
بصراحة -بشكل شخصي- ألوم نفسي كثيرا على عدم اقدامي لبعض الفرص في بداية مسيرتي الوظيفية، خوفًا من الفشل، وبحجة الاستقرار!؟ ولكن استدركت ذلك مؤخرًا، ولمستُ النتيجة -ولله الحمد-.
وكي تستعد لمراحل التغيير.. طوّر من قدراتك بالتدريب، فمثلا ضع هدفًا بأن تحصل على دورة تدريبية كل ثلاثة أشهر.. ثقّف نفسك واقرأ في جوانب التخصص، وشارك الرواد والمختصين في نقاشات وحوارات حتى لو كانت من خلال قروبات "الواتساب".. فبإذن الله ستلمس أثرها قريبًا.
ثالثًا،
اجعل لك "صنعة" تميزك عن غيرك، وتكون سمة بارزة فيك، وحاول ان تحافظ عليها، وحاول أن تطورها.. ولكي أوضح هذه النقطة، لو كنت مبرمجا وتتقنها وهي بالفعل تميزك، ومع السنوات ومع التطور الوظيفي تحولت إلى قيادي، فلا تسحبك المهام الإدارية بأن تتخلى عنها وتترك القوة التي تتمتع بها.
النقطة الرابعة،
سوق لنفسك بذكاء، وكن متفاعلًا مع المجتمع، ولا تضع رأسك بالرمال متخفياً عن الآخرين..
بل شارك الناس أعمالك ونجاحاتك، وحتى بعض أعمالك وتجاربك، وحاول أن تكون متواصلًا مع الآخرين عبر شبكات التواصل ونقاشهم افكارك وآراءك. هذا الأمر يحتاج إلى توازن فلا تحرِق نفسك بالظهور.. ولكن لا تختفي عن الانظار. فيجب أن تواجد في الفعاليات والمؤتمرات، بل كُن مبادرا بأن تصبح مُشاركًا أو متحدثًا إن كانت الفرصة متاحة.
وأخيرًا،
حكمة كل يوم أزداد اقتناعا بها، وهي “جاور السعيد تسعد” وجاور المنجز تنجز، وجاور الناجح تنجح..
بينما إذا الفاشل تفشل، وإذا جاورت الكئيب تكتئب.. إلخ. فحاول أن تقترب من الناجحين، وأن تقتفي أثرهم، بل وان تعمل مع الناجحين وتكون في بيئتهم، حتى لو كلفك قبول عرضًا وظيفيًا أقل!
فالناجحون (الحقيقيون) غالبًا ما يصنعون نجاحات غيرهم، بل ويفرشون لهم الطريق بالورد