ابنُ،راشـد.
العامل التايلندي الذي تسبب بقطع العلاقات السعودية التايلندية..
في البداية اعزائي تنويه مهم لمن يُشاهد التغريدات وهو ليس من متابعيني ، بإذن الله رح اقدم يوميًا ثريد مختلف وقصص نادرة وممتعة بإذن الله..
متابعتكم شرف لي .. ورح تجدون ماهو مختلف هُنا بإذن الله ، وحيّاكم الله ♥️.
قضية العامل كرنكراي تيشمونغ
هي جريمة حصلت في عام 1989م بسبب سرقة عامل تايلندي جواهر تزن 90 كيلو غراماً قيمتها 20 مليون دولار من قصر احد الامراء وتهريبها إلى تايلاند .. تسبَّبت القضية بقتل 18 شخصا بينهم أربعة دبلوماسيين سعوديين وقطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وتايلند لأكثر من 30عاماً ولم تتم بعد استعادة عدد من الأحجار الكريمة منها ألماسة زرقاء نادرة. في يونيو 1989 عامل تايلندي يدعى كرنكراي تيشمونغ من سكان قرية بينميبا شمال تايلند ، كان يعمل بواب في قصر احد الأمراء حاز على ثقة ملّاك القصر وبات محل ثقه حراسه.. وفي أحدالايام وصل إلى القصر
وتوقف عند زميل فلبيني له كان يُعنى بجهاز الإنذار الأوتوماتيكي للقصر وسأله عما يفعل، وتمكن من حفظ الأرقام السرية التي تُوقف الجهاز عن العمل على رغم جهله باللغة الانجليزية. وعند وصول تيشمونغ مساء اليوم التالي إلى القصر بدأ بتعطيل جهاز الإنذار، ودخل إحدى الغرف التي كان يشرف على العناية بها، وفتح الخزينة الحديدية من دون أن يثير انتباه أحد. وسرق خمسة خواتم مرصعة بالألماس..
وعاد إلى سكنه ، يقول العامل فيما بعد بأنه لم يعرف النوم في تلك الليلة لأنه لم يسرق كمية كبيرة من المجوهرات.. فكرر فعلته في اليوم التالي وظل يتردد طوال شهرين على الخزينة مستغلًا وجود أصحاب القصر خارج الرياض ومع نهاية شهر أغسطس كان العامل التايلندي أفرغ الخزينة من محتوياتها، ونقلها إلى مستودع في القصر قبل أن يشحنها إلى تايلند بواسطة شركة للشحن الجوي. أبقى كرنكراي تيشمونغ حوالي عشرين كيلو غرامًا من المجوهرات في حوزته ونقلها معه إلى بانكوك في الطائرة، وحين أوقفه موظف الجمارك التايلندي ليحقق معه أعطاه سبعة آلاف بات أي حوالي 280 دولار أمريكي، وتابع سيره نحو قريته في شمال تايلند.
ودفن فور وصوله قسما كبيرا من المجوهرات والنقود في حديقة خلف منزله. فيما أخذ يعرض قسمًا آخرًا على جيرانه، وباع بعض القطع بمبلغ 120 ألف دولار أمريكي. وفي النصف الثاني من نوفمبر 1989، عاد أصحاب القصر من إجازتهم واكتشفوا اختفاء المجوهرات والأموال التي كانت في الخزينة، فأبلغوا الجهات المعنية التي بادرت بعدما حامت الشكوك حول الخادم إلى الاتصال بالحكومة التايلندية.. التي أقدمت ف على اعتقال كرنكرايفاعترف فورا باقترافه السرقة وسلّم كل ما بقي لديه من مجوهرات ونقود..
وكشف أسماء الأشخاص الذين اشتروا بعض المجوهرات وكان على رأس رجال الشرطة الذين اعتقلوا العامل التايلندي المقدم كالور كيرديت. الذي أصبح اسمه لاحقًا في قائمة كبار رجال الشرطة الذين أخفوا قسمًا كبيرًا من المجوهرات وأمضى كرنكراي تيشمونغ عقوبة السجن لمدة سنتين وسبعة أشهر، من أصل خمس سنوات، لحصوله على عفو ملكي نظرًا لحسن سلوكه!
قام رجال الشرطة التايلندية بقيادة المقدم كالور كيرديت بالذهاب إلى المملكة العربية السعودية لإعادة المجوهرات المسروقة.. وكانت المعلومات الاستخباراتية التي تصل إلى السفارة السعودية في بانكوك تشير إلى حصول تلاعب..
اكتشفت السلطات السعودية أن نحو نصف المجوهرات كانت مزيفة وبعضها مفقودة مثل الماسة الزرقاء! بعد حادثة سرقة المجوهرات، تم تكليف العناصر الأمنية في السفارة السعودية في بانكوك، بمتابعة المعلومات المتعلقة بأسماء العناصر المتورطة في هذه القضية. وجاء التكليف بتوسيع عملية المتابعة الأمنية، وتولى إدارة هذه العملية الدبلوماسيون الأربعة، عبد الله البصري، وعبد الله المالكي وفهد الباهلي، وأحمد السيف. إلا أن عملية المتابعة كانت تصطدم بعدد من المعوقات، أهمها صعوبة الوضع الأمني لعملية البحث وجمع المعلومات في منطقة جغرافية غير آمنة، تتشابك فيها عصابات الجريمة المنظمة بقوى سياسية وأمنية رفيعة المستوى.. وهو ما يعني بالتالي عدم تعاون الأجهزة الأمنية وخاصة الشرطة التايلندية (التي ثبت تورط بعض عناصرها لاحقا في الجرائم) في التحقيقات السعودية، بل على العكس، عملت بشكل مضاد من خلال توفير معلومات مغلوطة. أو تصفية بعض العناصر المتعاونة مع فريق التحقيق السعودي، الذي حقق تقدما من خلال التوصل إلى أسماء مرتبطة بقوى سياسية حزبية، وأخرى مرتبطة بالقصر الملكي التايلندي،مما حول التحقيقات التي كان يقودها البصري إلى مرحلة أخطرباتت تهدد أسماء متورطة بشكل مباشر في عملية السرقة، فكانت التوجيهات باغتيال فريق التحقيق الدبلوماسي السعودي عبد الله المالكي كان أول الضحايا حيث قُتل في بانكوك إثر إطلاق النار عليه أثناء عودته إلى منزله!
فهد الباهلي (28عاما)، وأحمد السيف (26عاما)، يصلان في سيارةٍ دبلوماسية يقودها الأخير إلى منزل الباهلي، الذي هبط من السيارة وفتح الباب، وعندما فتح الباب، تقدم إليهما رجل وأطلق رصاصة أصابت الباهلي في رأسه فوق حاجبه الأيمن.. ثم اتجه إلى السيف وأطلق عليه ثلاث رصاصاتٍ أصابته في الجانب الأيمن من رأسه رحمهم الله.
وبعد أسبوعين تعرض رجل الاعمال السعودي محمد بن غانم اللميعي الرويلي الذي سافر إلى بانكوك للتحقيق في القضية إلى الخطف! وتشير التقارير إلى إن خاطف الرويلي هو المقدم حينها سموكيد بونثانوم وعشرة من رجاله ونفذوا عمليتهم على بعد 12 مترا من مكتب الرويلي. ويروى ان رجل الأعمال السعودي كان اتصل بصديق له في الدمام قبل أربعه وعشرين ساعة من مغادرته العاصمة بانكوك وحين استفسر منه صديقه عن الضجة المثارة حول المجوهرات أجابه انه يملك معلومات مهمة جدا .. وانه سيدلي بها حين يصل إلى السعودية فيما تفسره التقارير على أن هاتف الرويلي كان يخضع لرقابه بعض من كبار ضباط الشرطة المتورطين. الغريب في الموضوع ان الموضوع انتهى بتعليق القضية لعدم وجود الادلة الكافية !
وقُتل 13 شخصًا لإرتباطهم بشكل او بأخر بعملية المجوهرات او لمعرفتهم بسارقيها. بعد هذه الجراءم وعدد الإغتيالات
توقفت المملكة العربية السعودية عن إصدار تأشيرات العمل لـ التايلانديين ومنعت مواطنينها من الذهاب لتايلند ولاتزال الماسة الزرقاء النادرة لايُعرف مكانها. وقبل اشهر بسيطة أعادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) للأضواء الحادثة، بإجراء مقابلة نادرة معه واعترف بالسرقة التي أدت لخفض العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وتايلند.. وقال ما حدث لا يزال يمثل كابوساً يفزعه وأنه لا يزال يخشى أن يتم قتله، وذكر أنه لم يدرك أن السرقة التي ارتكبها ستؤدي لكل تلك التبعات وأكد أنه قام بعد القبض عليه بتسليم المسروقات للشرطة التي اتهمها بابتلاع 80% من المجوهرات. وقال إنه يطلب المغفرة ممن تسببت جريمته في موتهم أو تشريدهم وسجنهم وذكر أن الناس يسألونه كلما التقوا به: أين أخفيت الماسة الزرقاء؟ فلا يجيب ، وقال إنه الآن يبلغ من العمر 61 عاماً، ويعمل مزارعاً في حقول الأرز، ويقطن في كوخ خشبي .
ختامًا شكرًا لقراءتكم هذا الثّريد..
دُمتم بِود .. وغدًا موعد اخر بإذن الله.
(لا إله الانت سبحانّك اني كنت من الظالمين). بعد التنويه من البعض مشكورين ..
الشهيد بإذن الله الذي ذكرته بالقصة اسمه صالح المالكي رحمُه الله ..
ادعوا له بالرحمة وجميع موتى المسلمين.