اليزيديون او الايزيديون في العراق
(يقال) أنه في إحدى جلسات البرلمان العراقي تضمنت كلمة أحد النواب آية قرانية سبقها بقوله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وبعد انتهاء كلمته، قام أحد النواب اليزيدين معترضا وبشدة على هذه الاستعاذة،
ما السر وراء ذلك الاعتراض؟!
وهل يقدس الإيزيديون الشيطان حقًا؟!..
حياكم تحت😱
اليزيديين أو الإيزيديون أسماء متعددة لديانة مُختلف جدًا على أصلها، فالعزلة التي اختارها أتباع هذه الديانة، فضلًا عن كون معظم تعاليمها نُقِلت مشافهة وليس كتابة، كل هذه الأمور سمحت لكثير من الآراء أن تتداخل في تبيان مصدرها، دون ترجيح حاسم لأي من هذه الآراء على الآخر.
اسم الديانة ذاته مختلف عليه، فالبعض ينسبها ليزيد بن معاوية ذو المكانة العلية في ديانتهم، والبعض ينفي تلك النسبة تمامًا، ويرد الاسم إلى كلمة فارسية هي "إيزيد" والتي تعني الملاك أو الإله، لذلك فإن اليزيدين ببساطة هم "عبدة الرب"، وهو الوصف الذي يفضلونه لأنفسهم.
ترى الميثولوجيا الإيزيدية قصة الخلق بشكل مختلف، فالرب العظيم خلق الكون ثم خلق من نوره سبع ملائكة أوكل إليهم إدارة الكون وحكمه، ولما خلق آدم جمعهم وأمرهم على سبيل الاختبار أن يسجدوا له، ففعلوا إلا عزازيل، والذي حسب زعمهم نجح في الاختبار وحظي بالمكانة وأصبح كبير الملائكة.
عزازيل أو طاووس الملك اسمان لنفس المسمى، وهو كبير الملائكة في نظرهم والمتصرف في الكون وحارسه بتفويض من الرب العظيم، منح الكون ذات يوم ألوانه، لذلك فـ الإيزيديون يسمونه طاووس، ويتوجهون إليه بالتبجيل والعبادة ويرونه مقدسًا وفي منزلة الإله المتصرف.
تتلاقى هذه القصة مع قصة الخلق في الديانات السماوية، لذلك من ينظر إلى اليزيدين من نافذة أي
من تلك الديانات يراهم يقدسون الشيطان، وهو الأمر الذي يرفضونه، حيث في نظرهم لا وجود لكائن شرير يغوي البشر ويورطهم، وإنما الخير في نظرهم من الله، أما الشر فمن الإنسان ذاته.
من تلك الديانات يراهم يقدسون الشيطان، وهو الأمر الذي يرفضونه، حيث في نظرهم لا وجود لكائن شرير يغوي البشر ويورطهم، وإنما الخير في نظرهم من الله، أما الشر فمن الإنسان ذاته.
بناء على ذلك فإن الإيزيديين يعلقون على قصة البرلمان العراقي بأنها محض إشاعة، وينكرون بشدة قصة عبادتهم للشيطان، ويؤكدون أن اللبس الموضوعين فيه آت من تشابه بطل قصة الخلق لديهم مع قصة الشيطان بالديانات السماوية، وكذا تشابه عزازيلهم مع عزازيل بالكتاب المقدس والذي يعني الشيطان
في مروياتهم اجتمع آدم وحواء قبل الزواج وتناقشا فيمن يُنسب إليه النسل، فوضع كل منها شهوته في جرة وأغلق عليها مدة من الزمن، ففتحت حواء جرتها فوجدت ديدان وعفونة، بينما وجد آدم طفلًا حيًا، أرسل الله له لاحقًا حورية تزوجها وأنجب منها نسل الإيزيديون.
من واقع هذه النظرة التميزية لأنفسهم عن باقي البشر، فديناتهم غير تبشيرية، بمعنى أنهم لا يقبلون باعتناق أي شخص لدينهم، من هنا اتسم مجتمعهم بالانغلاق والغموض والسرية، ولم تطّرد أعداده أو تتزايد بشكل كبير كما في الديانات الأخرى.
يختلف الباحثون حول أصل ديانتهم، فيراهم البعض أثرًا أو امتدادًا للديانة البابلية القديمة، في حين يرى آخرون أن ديانتهم هي ديانة الأكراد القديمة، أما البعض الآخر فيرى فيهم طائفة إسلامية ضلت طريقها وانحرفت بناء على ظروف سياسية معينة في زمن العباسيين.
يؤمن الإيزيديون بتناسخ الأرواح، لذلك فهم يعتقدون أن روح طاوس الملك حلت في جسد عدي بن م
سافر، وهو زاهد صوفي عاش في القرن الخامس الهجري، عاش معظم حياته في جبال سنجار بالعراق، ويعتقد على نطاق واسع أنه أصل الديانة الإيزيدية ومؤسسها.
اختلف المؤرخون حول أصله، فبينما يعود بنسبه كثيرون إلى يزيد بن معاوية، يعتبره الإيزيديون أنفسهم كردي الأصل، دفن في لالش بالعراق، وللمفارقة هو شخصية مسلمة مبجلة في التاريخ الإسلامي وصفه ابن تيمية بـ"الشيخ العارف القدوة".
يعتبر وادي لالش المليء بالعيون الطبيعية، أقدس الأماكن بالنبسة للإيزيدين حيث يتضمن معبد لالش النوراني الذي يعتقد أنه بني في القرن الثالث قبل الميلاد، كما يتضمن ضريحا مقدسًا لعدي بن مساعد، والإيزيديون مطالبون بالحج إلى ذلك المعبد مرة واحدة في حياتهم.
يتركز وجود أتباع الديانة الإيزيدية في مناطق متفرقة هي شمال غربي العراق، وشمال غربي سوريا، والمناطق الواقعة جنوب غربي تركيا، ويصعب فعليًا تحديد أعدادهم، والتي تتراوح في بعض التقديرات ما بين ٢٥٠ ألف إلى ٧٥٠ الف شخص.
يتسم المجتمع الايزيدي بالانغلاق الشديد، ويقسم منتميه إلى ثلاث طبقات، هي طبقة الشيخ وهي الأعلى مرتبة وينحدرون من أصول مقدسة، أما طبقة البير فهي متوسطة وتنتمي إلى بير علاء وهو أحد أصحاب عدي بن مسافر، أما طبقة المريد، فتمثل الأكثرية وهي عوام الناس.
لا يجوز في الديانة الإيزيدية الزواج بين الطبقات المختلفة، كما لا يجوز للإيزيدي الزواج من ديانة أخرى، ويعتبر بهذا الفعل خارجًا عن دينهم، يقوم الإيزيديون كذلك بتعميد الأطفال بمياه مباركة، وفي الزواج يتم تقسيم رغيف خبز إلى نصفين ما بين العروس والعريس.
يتحدث الإيزيديون اللغة الكردية الكرمجانية، وكذا العربية في بعض المناطق السورية، وينسبون لأنفسهم لغة قديمة خاصة بهم اندثرت مع عدم الاستعمال، لهم كتابين مقدسين هما كتاب رش أو الأسود، وكذا كتاب الجلوة، وقد فقدا أو تم إتلافهما نتيجة للإبادات المتكررة بحق الإيزيديين.
يصلي الإيزيديون في اليوم خمس مرات لطاووس الملك، وقبلتهم هي الشمس عدا الظهر تكون قبلتهم لالش، حيث يغتسلون قبل كل صلاة ويرفعون أيديهم نحو الشمس في خشوع مرددين أدعية وتراتيل خاصة، أما الصوم فيقع لديهم في ثلاثة أيام فقط في يناير ، يفطرون فيها على الخمر!
للمجتمع الإيزيدي أمير أو زعيم روحي، يمثل في نظر أفراد المجتمع طاووس الملك على الأرض، يمتد دوره ليشمل تمثيل طائفته في جميع المحافل والمؤتمرات الدولية، ولابد لمن يتولى هذا المنصب أن يكون نسبه منحدرًا من عائلة معينة تعرف بعائلة "العقيد".
مؤخرًا وتحديدًا في أواخر عام 2014 سيطرت داعش على بلدة سنجار الإيزيدية في العراق، مرتكبة ضد هذه الطائفة أعمالا إجرامية وصفت بالإبادة الجماعية، حيث قتلوا عددا كبيرًا منهم وصل إلى 5000 شخص، وسبوا كثير من النساء وجرى تعذيبهن واغتصابهن.