الاقتصاد الصيني وسياسة الطفل الواحد
Hesham Abualkhair
هل بدأت عواقب أكبر سياسة للهندسة الإجتماعية في تاريخ البشرية والتي استمرت لأربعة عقود بالتاثير على الاقتصاد الصيني!؟
للإجابة على هذا التساؤل دعونا نتعرف على قصة الأحداث السياسية والإجتماعية اللتي أدت لإقرار سياسة الحد من الإنجاب.
قسمت سلسة التغريدات هذه لثلاث محاور:
1) كيف كانت البداية؟
2) ماهي الآثار الإجتماعية؟
3) نتائج السياسة وعواقبها على الاقتصاد الصيني.
1️⃣ كيف كانت البداية؟ 1️⃣
بدأ تطبيق قانون تقنين الإنجاب في معظم الأقاليم الصينيه سنة 1979 واستمر ل 40 عام ليتم إنهاؤه عام 2015. قبل ذلك، في عام 1958 بدأ الحزب الشيوعي الحاكم آنذاك بقيادة ماو حملته الاقتصادية الشهيرة التي سميت حينها "قفزة عظيمة للأمام".
كان هدف السياسة التحول من الاقتصاد الزراعي إلى الاقتصاد الشيوعي الذي تملك فيه الدولة جميع وسائل الإنتاج من مصانع ومزارع وخلافه.
بعد سنة، تسبب تطبيق سياسة ماو في حدوث أكبر مجاعة في تاريخ البشرية والتي عرفت ب "مجاعة الصين الكبرى".
ظهرت بوادر المجاعة عام 1959 وراح ضحيتها اكثر من 18 مليون صيني خلال عامين فقط.
في السنوات اللاحقه، لجأ الحزب الشيوعي الصيني للعديد من السياسات في سبيل الإنجاب وذلك لتعويض
.... النقص السكاني الكبير بعد المجاعة.
لكن شراهة الإنجاب تسبب في زيادة عدد السكان بمقدار 400 مليون خلال 30 عاما فقط!!
ظن الحزب الشيوعي وقتها أن إنتاج موارد الدولة يقترب من الوصول لأقصى طاقة ولن يكفي في المستقبل القريب لتلبية متطلبات الشعب مع هذا النمو السكاني الهائل.
لهذا السبب وفي عام 1979 قررت حكومة الصين إجبار جميع العائلات في معظم أقاليم البلاد بالإكتفاء بطفل واحد فقط وتغريم او سجن اي مخالف ينجب الطفل الثاني.
خلال ال40 سنة اللاحقة تسببت هذه السياسة في عواقب اجتماعية واقتصادية لم تكن في الحسبان سأكمل طرحها قريبا إن شاء الله..
2️⃣ ماهي الآثار الإجتماعية؟ 2️⃣
تشير الإحصاءات إلى أن مجموع الأجنة وحديثي الولاده اللذين اجهضتهم المرأة الصينية خلال الثلاثين عاما الماضية يقدر ب 360 مليون طفل (اكثر من سكان أمريكا)
خلال فترة تطبيق قانون الطفل الواحد قامت النساء بالتخلص من الحمل لتفادي العقوبات الحكومية
السبب الآخر هو تفضيل الذكور على الإناث حيث تقوم العائلة الصينية بالإجهاض لعدة مرات بعد فحص جنس الجنين حتى تحصل على ذكر ليكون طفلهم الوحيد.
تسببت العادة الإجتماعية في انخفاض كبير في أعداد الإناث حتى وصلت نسبة الإناث في بعض المناطق ل 100 انثى مقابل 125 ذكر (ضمن الأقل في العالم).
المشكلة الإجتماعية الثانيه هي انخفاض معدل المواليد.
يبلغ المتوسط العالمي لمعدل خصوبة المرأة 2.5 طفل خلال حياتها، في المقابل المرأة الصينية يبلغ متوسط خصوبتها 1.6 طفل فقط!!
تراجع معدل المواليد من 20 مولود لكل 1000 مواطن خلال عام 1990، الى 10 مواليد فقط في 2019 (انخفاض للنصف)
تسبب هذا التراجع السريع في اعداد المواليد خلال السنوات الماضية في انخفاض كبير في نسبة الشباب.
تشير التقديرات الى أرجحية انخفاض مجموع القوى العاملة بأكثر من 200 مليون بحلول العام 2050.
نكمل لاحقا الجزء الثالث والاخير، نتائج سياسة الطفل الواحد وعواقبها على الاقتصاد الصيني.